“خذ كتابا وضع كتابا” القراءة كما يجب أن تكون.. شوف قصة مكتبة على الرصيف

مبادرة نطاق مصر لنشر موضوعات مشروعات تخرج طلبة إعلام المنيا 2018- 2019 بأسماء الطلبة
– مكتبة تطوعية تسمح باستعارة الكتب ووضع غيرها فى شوارع القاهرة بدون رقيب ولا مقابل مادى
– المدير التنفيذى للمكتبة: لا نشبه سور الأزبكية ونحاول إثراء ثقافة الشعب ولا نبحث عن جزاء من الناس
هناك دائما أفكار تعيد إلى أنوفنا رائحة “عبق التاريخ” .. هل تريد أن تشم هذه الرائحة الذكية.. عليك بزيارة شارع الألفى بالقاهرة فإنك ستشعر وكأنك ركبت فى آلة زمن أعادتك لأجواء القاهرة الخديوية العتيقة ستجد قاعد خشبية وزهور وأجواء جعلت العاصمة وقتها تنافس عراقة مدن أوروبا، وما سيزيد روعة المشهد الذى ستراه أنك ستلاحظ أن أناسا قرروا أخذ قسطا من الراحة فجلسوا يتجاذبون أطراف الحديث.. وإذا جالت عيناك فى تفاصيل المشهد هناك ستقع على مجموعة من الأشخاص من أعمار مختلفة يتصفح كل منهم كتابا وآخرين أمام مكتبة خشبية راقية يطلعون على ما فيها من كتب لاختيار كتب يقرأونها، وإذا ما تفحصت المكتبة ستجد لافتة معدنية مكتوب عليها “ضع كتابًا وخذ كتابًا”.
اقترب أكثر من المكتبة ستجد أنها تضم عشرات الكتب المتنوعة لمختلف الأعمار وفى مختلف المجالات، وتضم عناوين كتب للعديد من الكتاب، وربما إذا قررت أن تفتح باب المكتبة ستجد نفسك تتهيأ لأن تسمع صوت بائع أو مالك تلك المكتبة ينادى عليك ليسألك ماذا تريد إلا أن أحدا لن يفعل لأنه كتب على المكتبة أنها إهداء من الدكتور المهندس نادر رياض مع رقم هاتف “للاستفسار والشكاوى” حول المكتبة، وستجد أن ما ظننته مشهدا من فيلم سينمائى حقيقة وليست حلما إنها مكتبة فتحت للجمهور دةن مقابل ودون تأمين فى فكرة جديدة ومبتكرة يحدثنا عنها لبيب سمير المدير التنفيذى للمكتبة.
حدثنا أكثر عن المكتبة وفكرتها ومتى انطلقت؟
المكتبة انطلقت منذ عام وشهرين.. وصاحب المشروع والفكرة هو الدكتور المهندس نادر رياض رجل الصناعة ورئيس مجلس الأعمال المصرى الألمانى، والفكرة جاءت للدكتور نادر رياض بعدما تم نقل مكتبات سور الأزبكية بعد التطوير، حيث عانت ثقافة القراءة كثيرا لأن السور كان دائماً مليئاً بالكتب القديمة والجديدة، يتردد عليه القراء ليشتروا منه كتبا بأسعار رمزية، بالإضافة إلى أن هناك ملايين من الكتب يملكها ملايين من البشر ومكانها على الرفوف مهملة أو تباع بالكيلو ليتم إهانتها فى النهاية بعمل قراطيس، فمن هنا جاءت الفكرة لدكتور نادر رياض.
المشروع به 3 مكتبات؛ إثنان منها فى شارع الألفى وأخرى فى شارع عماد الدين، وقوام كل مكتبة 160 كتابا، والشعار الذى وضع على المكتبة يعبر عن فكرتها “ضع كتابا وخذ كتابا” ً بمعنى أن أى شخص معه كتابا من أى نوع سواء ثقافى- اجتماعى- تاريخى أى مختلف الثقافات لا يحتاجه أو فرغ من قراءته يمكنه وضعه فى المكتبة وأخذ كتاب آخر لم يقرأه من قبل.
هل هناك متابعة دورية للمكتبة؟ وكيف تتم؟
نعم.. نقوم بالمرور على المكتبات كل أسبوع لجرد النواقص وتعويضها بزيادة عدد الكتب، وفحص الكتب الموجودة بها حتى لا تحتوى المكتبة على كتب تخالف الآداب العامة والقواعد العامة والأفكار المعتدلة.
ماذا عن ردود أفعال الناس تجاه المكتبة؟
لاقت المكتبة قبولا واستحسانا من العديد من المواطنين، وأشاد بها المسؤلون ومنذ بداية المشروع وحتى الآن، كما تلقيت مئات المكالمات من رواد المكتبة.. وأذكر مكالمة جاءتنى من طالب فى جامعة عين شمس بكلية التجارة كلمنى ليستأذن فى استعارة كتابين كان يبحث عنهما ولم يكن يجدهما، وقال ” مش معايا دلوقتى كتابين أحطهم مكانهم.. أنا مسافر الأسبوع إللى جاى ولما أرجع سأضع مكانهم أربعة”، فقلت له :”أولا أشكرك على اتصالك.. خد الكتابين ووقت ما ترجع حط اللى يريحك المكتبه مكتبتك”.
وأذكر على سبيل المثال ليس الحصر.. راجل كبير أثنى على المشروع وقال:”أنا من سكان وسط البلد رأيت المشروع فلو تسمحوا لى لدى مكتبة كبيرة كل يوم سأخد حقيبة كتب وأضعها فى مكتبتكم، عل يمكننى وضع كتب اطفال وقصص، فقلت له :”اللى يريح حضرتك اعمله”.
ومن الأمثلة على تفاعل الناس إيجابيا مع المشروع مكالمات من أشخاص لديهم مكتبات، وطلبوا أن نرسل لهم مندوب ليأخد الكتب كلها لوضعها فى المكتبة، فقلت لأحدهم: “لأ بايد حضرتك اللى تحط الكتب ده مشروع تطوعى ضع كتبك بنفسك”.
هل هناك أى دعم للمكتبة من أى جهة خاصة؟
ليس هناك أى دعم من أى جهة خاصة لدينا ميزانية خصصها رئيس مجلس الإدارة الدكتور نادر رياض للمشروع، كل شهرين نشترى كتب ونضعها فى المكتبة، يتم شراء ما يقرب من 4 آلاف كتاب لتغذية المكتبات فور نقصان أى كتب منها.
هل هناك أى وجه شبه بينها وبين سور الأزبكية؟
 لا يوجد شبه بين المكتبة وسور الأزبكية، لأن المكتبة مشروع تطوعى ملك للجميع بدون مقابل ليس هناك رقيب يقول لحضرتك تاخدى إيه أو تحطى ايه.
هل تعرضت المكتبة للسرقة قبل ذلك؟
المشروع تعرض للسرقة، وكما أن هناك إيجابيات فهناك سلبيات، ولكن الإيجابيات أكثر من السلبيات، المكتبة كانت مفتوحة  24 ساعة تخيلى يأتى شخص الساعة 12 بالليل يأخذ الكتب الموجودة فى المكتبى ويهرب، وآخر يأخذ ضلفة من ضلف المكتبة.. هناك نموذج من البشر سئ لا يدرك قيمة هذا الشئ.
شارع الألفى به كاميرات مراقبة.. لماذا لا يتم تأمين المكتبة؟
المحافظة والحى اقترحا أن نحدد مواعيدا للمكتبة لعدم العبث بها أو سرقتها مرة أخرى، فأصبحت المكتبة تعمل حاليا من 9 صباحا حتى 9 مساءً، وتم عمل قفل خصيصاً لها يقفل بعد 9 مساء، هناك من لا يعرفون أهمية المشروع وقيمته، لا نستطيع تعميم الانطباع السلبى لأن هناك بالفعل إيجابيات كثيرة هناك أشخاص يحافظون على المكتبة وكأنها ملكية خاصة لهم.
هل ترى أن المشروع حصل على القدر الكافى من الاهتمام إعلاميا؟
معظم القنوان التلفزيونية صورت المشروع وفى أول شهر أو شهرين تحدث الكثيرون عن المشروع برنامج الإعلامى الكبير عمرو أديب ووائل الإبراشى وقناة mbc وقناة النيل للأخبار ومختلف القنوات والصحف الخاصة والقومية.
هل هناك مؤشرات حول نوعية الكتب التى تشهد إقبالا من المترددين على المكتبة؟
لا نستطيع تحديد نوعية الكتب التى يقبل عليها المترددون على المكتبة، لأن مبدأ ضع كتابا وخذ كتابا أو عكسه خذ كتابا وضع كتابا يجعل الكتب تتغير بشكل دورى، ولكننا أضفنا كتبا علمية لإفادة طلبة الجامعات فى مجالات دراستهم.
ما تقييمك للمكتبة فى عامها الثانى وهل تقدم أى نشاط فى معرض الكتاب؟
بعد مرور عام وأكثر من عمر المكتبة أرى أنها نجحت من خلال ردود فعل الناس ومساهمات البعض منهم فى تفعيل مبدأ الاستفادة من الكتب المتروكة دون استخدام، أما عن معرض الكتاب فالمكتبة لا تقوم بأى نشاط فى معرض الكتاب انطلاقا من كونها عملا تطوعى يقدم خدماته للمواطنين فى الشارع.. لا نشبه سور الأزبكية ونحاول إثراء ثقافة الشعب ولا نبحث عن جزاء من الناس.
كتبت آلاء القاضى – مهجة محمد
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.