خزعبلات بالملايين بين المصريين.. شوف الناس بتفكر إزاى
مبادرة نطاق مصر لنشر موضوعات مشروعات تخرج طلبة إعلام المنيا 2018- 2019 بأسماء الطلبة
– نساء يعتقدن بـ”بركة السبع البنات” تأتى الأولاد.. وشطحات بيع “وابور الجاز” بـ40 ألف جنيه
– سيدة تزعم “بعت المعلقة بسبلة بـ9 آلاف جنيه”.. ومواطن سوهاجى: عش خفافيش بمليون دولار
-داعية إسلامى: الخطاب الدينى الحل الأمثل لمحاربة تلك الخرافات والجهل
“البيضة والحجر” ذلك الفيلم السينمائى الذى جسد فيه العبقرى أحمد زكى دور مثقف تحول إلى دجال ليواكب العصر ما جاءت قصته من وحى الخيال إنما يعبر عن واقع ازداد سوءا.. فى الصعيد هل ستصدق إن علمت أنه مازال هناك من يعتقد أن السحر والشعوذة تجلب المال وأن حجرا صغيرا يمكنه أن يجعل من لا تنجب تنجب بل وتكون خلفتها ذكورا.. وأن الطواف حول مقامات لأناس لا علم لأحد بهم أو بتاريخهم أو حقيقة وجودهم من الأساس فى تلك المقامات بركة لكل الطائفين”.
جهل وفقر وغياب دين وضمير كل تلك العوامل ساهمت فى أن يصبح الدجالون أصحاب أموال وثروات طائلة.. أسماء عبدالفتاح إحدى السيدات اللاتى اعتدن الذهاب إلى المقامات والمزارات للتبرك تقول إنها أنجبت الأولاد ببركة مزار السبع بنات”.
وأضافت أسماء أنها ترى أن هناك بركة من زيارة المقامات وأن ما يحدث هناك لا يمثل أى ضرر ولا تمثل أى سرقة ونهب، معللة رأيها بأن السحر ذكر فى القرآن وأن الناس يؤمنون به وبآثاره، قائلة:” لولا وجود السحر ما كان نُجى سيدنا موسى من فرعون”.
أسماء ليست الوحيدة التى تعتقد مثل تلك الاعتقادات، حيث تقول شيماء مصطفى: “كنت لا أنجب حتى بعد مرور 3 سنوات من زواجى، حتى ذهبت لمقام أحد الشيوخ الصالحين يدعى الشيخ أحمد بقرية الخيارى فى مركز أبوقرقاص بالمنيا، وطلبت منه الإنجاب، وندرت ندر.. وعملت الجحردة.. نمت على حنبى اليمين فى مكان عالى ولم أشعر بنفسى إلا وأنا ملقاة فى إحدى الأراضى الزراعية.. وبعد 3 مرات حملت”.
الخرافات لم تتوقف عند الاعتقاد بالتبرك والحمل بزيارة المزارات، فحتى مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت سوقا خصبا لأعمال الشعوذة والنصب، فتجد أن صفحات تنشر صور لـ”عش خفاش” مدعية أنه يحتوى على الزئبق الأحمر، وأنه يساعد فى فتح مقابر الآثار والسحر.
محمد سيد 25 عامًا من قنا، استجاب لتلك الخرافة فانطلق يبحث عن “عش الخفاش” زاعما أنه يحتوى على الزئبق الأحمر، يقول:” العش الواحد به 10 جرامات زئبق الجرام الواحد منها بملايين الدولارات”.
محمد سويلم من مركز المنشاة محافظة سوهاج، يقول “فى جنينة بيتى خفافيش.. كان حد معدى بالصدفة لقيته جايب ناس وشافوا العش وبيقولوا خد مليون دولار وسيب “عش الخفاش”.. أنا من كتر اندهاشى معرفتش ارد وفكرتهم بيهزروا ومصدقتش غير لما جابولى شنطة دولارات.. صدقنى معدتش وراهم”.. هذه شحة أخرى.
مصطفى فهمى، أحد أهالى أسيوط، كان لديه تحليل عجيب لأمر “عش الخفاش”، حيث قال إن عش الخفاش يفرز إنزيما يساعد مرضى الجلطات على الحياة، وأن ذلك يعد أكثر أمانا من العلاج الوحيد المسموح به حاليا وأن إنزيم لعاب الخفاش يتسم بفاعلية أقوى مئات المرات من العقاقير الحالية، ولذلك فالشركات العالمية المتخصصة فى العقاقير الطبية تطلبه بشكل كبير من كافة دول العالم .. فهل هذا حقيقى؟
رغم كل تلك الشطحات إلا أن “عش الخفاش” لم يكن النهاية، حيث انتشرت خرافات أخرى منها أهمية “وابور الجاز” الذى يحمل 3 أهرامات أثرية، و”ماكينة الخياطة سينجر” و”التليفزيون القديم”.
محمد عاطف، من مركز طما محافظة سوهاج، يقول:” كل الناس كانت بتتكلم عن موضوع الوابور وأنا كان عندى واحد.. ولما عرضته شافوه وأعطونى 30 ألف جنيه مصرى.. “ فهل تصدقه؟
ماجد مراد، من ملوى محافظة المنيا زايد على عاطف ابن محافظة سوهاج قائلا: “احنا فعلاً بنشترى الوابور بس بـ40 ألف جنيه مصرى لأن فيه نسبة نحاس أصفر كبيرة جداً بتدخل فى صناعة الذهب ودمجها مع الذهب الخام“.. أين أصحاب العقول؟
هل سمعت عن الملعقة التى تحمل رسمة سنبلة القمح أو كما يقولون “السبلة”.. تقول سعاد محمد نصر الدين، سيدة من محافظة أسوان: “كان عندى 12 معلقة من المرسوم عليها السبلة وحالى ناس وقالوا لى إنهم هيشتروا الواحدة بـ 9000 جنيه مصري.. صدقني مفكرتش وقولت 108000جنيه مصرى هعمل بها معلف”.. هل تصدق مثل ذلك الأمر.
ليس الجميع هكذا.. فيقول محمد على مواطن منياوى إن هذه العادات والتقاليد، تعد تخاريفا قديمة كانوا يؤمنون بها، ومازال هناك البعض يؤمن بها حتى الآن لطلب الرزق والإنجاب، لكنها سحر ودجل وشعوذة لابد من التصدى لها.
ومن جانبها، قالت سحر حسين مواطنة منياوية، إن كل هذه الإدعاءات الشيطانية كذب وافتراء على الله، وذلك بسبب البعد عن الدين والعقيدة الإسلامية، مستنكرة أن هناك بعض المتعلمين يترددون على مقام السبع بنات بالمنيا، طلبا للإنجاب والشفاء من الأمراض.
دعاء فايز وضعها مختلف، حيث كان لها تجربة مع إحدى تلك الخرافات، ذهبت إلى مقام السبع بنات، بسبب كثرة ما تردد حول هذا المكان، وأنه يلبى دعاء واحتياجات الناس، لكنها ذهبت غير مؤمنة بكل هذه التخاريف، لترى ما يجرى هناك، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع كل ذلك الجهل والكذب والشعوذة التى تحدث فى هذا المكان.
من جانبه، يقول فايز سعد، مفتش آثار:” كل هذه الإدعاءات كاذبة وليس لها أساس من الصحة، ما هى إلا نصب على الناس لأخذ أموالهم، وأن السلطات المختصة ترصد هذه المشكلة، ويكون عقاب الذى يدعى كل هذه الأكاذيب السجن“.
وقال الشيخ محمد إبراهيم داعية إسلامى إن كل ما يحدث فى الفترة الحالية، بسبب غياب الدور التوعوى الذى من المفترض أن يقوم به العلماء والدعاة.
وأوضح الشيخ محمد إبراهيم، أن إدعاءات هؤلاء الدجالين كذب وافتراء على الله، وأنها حرام شرعا، ولابد من مواجهتها بالخطاب الدينى والعقيدة السليمة، وعدم انقسام الآراء حول قضية الدجل والشعوذة.
وعن قصة السبع بنات، يقول إنها ترجع إلى الحروب التى خاضها عمرو بن العاص، وأن هولاء السبع بنات انضممن للجيش وارتدين ملابس الرجال وأبلين بلاء حسنا فى تلك الفتوحات، وقتلن فى تلك الحروب ودفنوا فى قرية البهنسا التابعة لمركز بنى مزار بالمنيا، مستنكرا ما يفعله الناس من جهل وكذب ونهب، قائلا:” لإنجاب والرزق والشفاء بيد الله وحده”.
أما عن رأيه فيما يتعلق بالتدواى بـ”عش الخفاش” واستخدامه فى السحر والدجل وفتح المقابر الفرعونية، فقال الدكتور محمد إبراهيم، إن السحر مذكور فى القرآن والسنة لكن لا تأثير له إلا بإذن الله، واستخدام البخور و”عش الخفاش” والمواد الأخرى فى السحر والشعوذة ليست مشروعة لأنها تلحق ضرر بالناس.
كل هذه الخزعبلات التى طفت على السطح فى المجتمع المصرى خاصة الريف تعطى للمجتمع انذارا بالعديد من الكوارث، وتفتح الباب للتساؤل عن السبب فى زيادتها.. هل زيادة الأمية فى المناطق الريفية السبب؟ هل غياب التوعية وراء تفاهمها؟ أم أن البعد عن الدين الداء العضال الذى جعلت المظهر سوداوى يحتاج الكثير من العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
كتب: يوسف طه – شروق محمد- أيه إسماعيل- كيرلس ماجد