ذكرى ميلاد عبد الرحمن الأبنودي.. علاقة الخال بعبد الحليم حافظ

عبد الرحمن الأبنودي واحد من أهم شعراء مصر ولا نبالغ اذا نقول أنه أهم شعراء العامية في مصر من حيث تأثيره الذي ظل حتي الآن .

 

ولد الخال في الحادي عشر من شهر إبريل لعام 1938 في قرية أبنود من صعيد مصر في دوار المأذون نسبة لأن أبوه محمود الأبنودي كان مأذونًا .

 

عاش الأبنودي مع فاطمة قنديل أو ” فاطنة أحمد عبد الغفار ” كما كان يناجيها في شعره وكذلك الجدة ” ست أبوها ” وكان محظوظًا لأنه عاش مع هاتين المرأتين حيث انهم كانوا مصدر إلهام كبير له في كتاباته الأمر الذي لم يعجب به أبوه فمزق ديوانه الأول ” حبة كلام ” بعدما انتقل إلي مدينة قنا في شارع بني علي المكان الذي بدأ يسمع فيه إلي أغاني السيرة الهلالية والتي تأثر بها كثيرًا.

 

بدأ رحلته الفنية في بداية الستينيات بتحول أشعاره إلي العديد من الأغنيات والتي غناها أبرز الفنانين أنذاك مثل نجاح سلام وأغنية ” بالسلامة يا حبيبي ” و ” تحت الشجرة يا وهيبة ” والذي غناها محمد رشدي .

 

وقد اشتهر الابنودي بمواقفه الثورية والوطنية، وكان من أشد المعارضين للاستعمار البريطاني في مصر. وشارك في الحركة الثقافية والسياسية التي أدت إلى ثورة 1952 التي أطاحت بالنظام الملكي في مصر، وتم اعتقاله عدة مرات بسبب مواقفه السياسية ، وحينما خرج من السجن كتب لعبد الحليم حافظ أغنيتي ” المسيح ، عدا النهار ” .

 

وهذه واحدة من حكاياته مع عبد الحليم حافظ

في كل مرة استمع فيها إلي أغنية ” التوبة ” لعبد الحليم حافظ أرجع معها للذاكرة لأتذكر ما حدث وراء انتاج تلك الأغنية ويأتي علي بالي حينما اختطف الأبنودي من قبل عبد الحليم حافظ .

 

كان الأبنودي في حي الزمالك بصحبة محمد رشدي وبليغ حمدي فجأة وجد أمامه رجلان يرتديان بذلتين ونظارات سوداء ضخمة ليسأل أحداهما الأبنودي ” حضرتك الأستاذ الأبنودي ، من فضلك عايزينك معانا شوية ”

ظن الأبنودي حينها أنه رهن الاعتقال ليصعدوا به إلي شقة ووجد أمامه عبد الحليم حافظ .

قال عبد الحليم بإصرار أنا عايز اغني باللغة بتاعتك دي وأدخله إلي غرفة وجلس الأبنودي علي المكتب وما حوله أوراق ، رد عليه الأبنودي هنعمل ” كل ما أقول التوبة ” بس مع بليغ وكان في ذلك الوقت قائم خلافًا بين بليغ وحليم بسبب سماع لحن أنا كل ما أقول التوبة لأول مرة ليغضب حليم من بليغ ويخبره بأن اللحن يشبه الموسيقي الرخيصة التي تعزف في حانات باريس .

وقام بليغ بتلحين الأغنية وقام حليم بغناها وبإصرار من الأبنودي أن تكون فيها الجيم واللهجة الصعيدية.

فكانت العلاقة بين الأبنودي وحليم واحدة من أهم العلاقات الفنية في الثقافة المصرية، وتعكس أيضًا مدى العمق الذي كان يتمتع به الأبنودي كشاعر وكاتب.

 

يجدر الإشارة إلى أن الأبنودي لم يكتب أغنية واحدة فقط لعبد الحليم حافظ، بل كتب عددًا من القصائد التي تحولت إلى أغاني ناجحة له. ومن بين هذه الأغاني “أهواك” و”رأيت الشمس” و”أمانة يا حبيبي”.

 

في النهاية، يمكن القول إن العلاقة بين الأبنودي وعبد الحليم حافظ كانت علاقة فنية رائعة، وتعكس مدى التميز الذي يمكن أن يصل إليه الفن في حال توفرت الكيمياء المناسبة بين الفنانين المختلفين. ومن خلال تلك الأغاني التي كتبها الأبنودي لحافظ، يتم الاحتفاء بتراث فني مميز ورائع في التاريخ الثقافي المصري، وتستمر ذكرى الأبنودي في العيش والتأثير على الأجيال المقبلة.

كتبت روان الشرقاوي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.