مولد سيدي إبراهيم الدسوقي .. رحلة فى فلك مريدى أولياء الله الصالحين

منذ أن كنت صغيرة اعتاد أبي أن يأخذني معه إلى مولد سيدي إبراهيم الدسوقي ، ولطالما انبهرت بالناس والأضواء الملونة ، شكل السيدات وهم يقومون بتقليب الطعام وتقديمه وساقي الماء الذي يحمل وراء ظهره مثل برميل كبير من الألومونيوم ويقوم بسقي من يمر أمامه ماء ورد ويذكر اسم الله.

أحد مريدى مولد سيدى إبراهيم الدسوقي
أحد مريدى مولد سيدى إبراهيم الدسوقي

 

مولد سيدي إبراهيم الدسوقي تشعر كأنك تعيش في زمن آخر بسيط تدخل أله زمن من رواية لروايات نجيب محفوظ الزمن عند مريدي التصوف لا يتغير فتجد أناس كثيرة منهم الشيوخ والأطفال ورجال وسيدات عاديات يغمضون أعينهم ويتمايلون برأسهم يميًنا ويسارًا ويذكرون الله ويصلون علي الرسول.

أما بعد صلاة العشاء يأتي الشيخ ياسين التهامي لتقديم وجبة روحانية مع الإبتهالات ، حينها يأخذني أبي في يده من شدة الزحمة ووجود الكثير من الباعة المتجولين يبيعون السبح والألعاب والغوايش الملونة تلك ذكريات لا تنسي وتشعر كأنها متحف كبير من اللوحات التي يقومون برسمها وتلتقطها عينك فقط واليوم وبعد مرور الزمن بعد مرور عشرون عامًا كبرت ولم يصطحبني أبي ولكن يأخذني قلبي عند مولد سيدي إبراهيم الدسوقي لأمر لأري الناس هما الناس الذين لا يغير فيهم الزمن سوي تمسكهم أكثر بالمجيئ وذكر الله أذهب لأسأل الماريين لماذا تأتون إلي هنا يجيبني رجل يدعي عادل عبد الظاهر من محافظة القليوبية يخبرني أنه يأتي هنا ليس كل سنة ولكن كل لحظة ويقول لي بقلب بسيط جميل ” احنا مش هنا كل سنة احنا بنيجي هنا كل لحظة واحنا لينا غير ربنا ورسولنا محمد اللي هيشفع لنا يوم القيامة “.

 

هنا الحياة البسيطة والناس البسيطة الذين لا يهمهم عناء اليوم ولا مشقة الطريق ، فتجدهم ينصبون الخيام أمام المسجد أو في الشوارع الجانبية له ويجلسون في الخيام يطبخون الطعام علي الأرصفة في أواني نحاس كبيرة ويقومون بإطعام من يمر في الطريق دون حتي الاهتمام إن كان هذا الشخص يوافقهم فيما يفعلون أو لا هم يقدمون الخير والخبز والشاي.

 

في مولد سيدنا إبراهيم الدسوقي هذه هي الحياة في فلك التصوف بعيدًا عن صوت الشيوخ العالي في الراديو والتلفزيون تجد أرواح تبتسم لك من الله ليذكرون اسمه ويصلون علي النبي.

 

كتبت روان الشرقاوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.