في ذكرى نصر أكتوبر المجيدة.. كيف استطاع الجيش المصري اختراق أقوى خط دفاع إسرائيلي

تمكن خير أجناد الأرض “الجيش المصري ” في السادس من أكتوبر عام 1973 من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، وتدمير مواقع الجيش الإسرائيلي وأنهوا أسطورة الجيش الذى لا يقهر.

 

وقد كان تحطيم الدفاعات المصرية “خط بارليف” واجتياح نقاطه الحصينة أول هزيمة عسكرية لإسرائيل على أيدي العرب، التي عملت على إسقاط هيبة إسرائيل.

 

إنشاء خط بارليف

سميت هذه الدفاعات بخط بارليف نسبة لرئيس الأركان بالجيش الإسرائيلي حاييم بارليف ، وقد أنشأت هذه التحصينات خلال الفترة الممتدة بين عامي 1967 و1968 بتكلفة مرتفعة تجاوزت 300 مليون دولار.

اعتماد الإسرائيليون على خط بارليف في تأمين الضفة الغربية من قناة السويس لمنع مرور الجنود المصريين بأي حرب مستقبلية بين الطرفين. ووصف الإسرائيليون خط بارليف بالحصن المنيع غير القابل للاختراق، وتحدثوا إعلامياً عن قدرته على منع أي اختراق مصري محتمل بالمستقبل.

 

و حسب التصاميم لخط بارليف كان يمتلك ساتر ترابي عالي تجاوز طوله العشرين متراً. و العديد من النقاط المحصنة التي سمحت بإيواء الجنود الذين اختصوا بمهام المراقبة والاستطلاع. كما جهز بمواقع دبابات استخدمت لقصف القوات المصرية في حال اقترابها منه. كذلك امتلك أنابيب جهزت لقذف لهيب النابالم تجاه سطح قناة السويس لإشعالها في حالة تعرضها للهجوم.

 

امتد خط بارليف من قناة السويس ليدخل لنحو 12 كلم داخل أراضي سيناء وجهز بطرق واسعة سمحت باستقطاب ونقل القوات وقطع المدفعية و زود بتجهيزات هندسية ومرابض للدبابات وملاجئ للجنود ومبان دفاعية شيدت من الإسمنت المسلح. كما حصنت هذه المواقع الإسرائيلية بخط بارليف بالرشاشات والأسلاك الشائكة وحقول الألغام لمنع اقتراب القوات المصرية منها.

 

إزالة العقبة الأولى و تدمير خط بارليف

كان الساتر الترابي العقبة الأولى التي تعترض تحرير سيناء، لذلك بدأ الجيش المصري في التفكير حول طريقة لاختراقه، وبعد تقديم العديد من الاقتراحات، تمت الموافقة على اقتراح المهندس اللواء باقي زكي يوسف، الذي قدمه لقائد فرقته اللواء سعد زغلول عبد الكريم.

 

و كان الاقتراح هو استخدام مضخات مياه بضغط عال، لفتح ثغرات داخل الحاجز الترابي، تشكل ممرات تسمح بمرور الدبابات عبرها. وبعد الموافقة على الاقتراح، صمم باقي زكي مضخة مائية فائقة القوة، لتحطيم العوائق الرملية والترابية وإزالتها خلال زمن قصير، وأسند صنع المضخات لشركة ألمانية، تحت ذريعة استخدامها في مجال إطفاء الحرائق.

 

تدمير خط
تدمير خط بارليف

 

الهجوم المفاجئ للجيش المصري

هاجم الجيش المصري على نحو مفاجئ “خط بارليف” في السادس من أكتوبر 1973، مستغلاً عنصري المفاجأة والتمويه العسكريين اللذين سبقا الاشتباك، إذ لم تظهر مصر أي نية للقيام بتحرك عسكري، الأمر الذي جعل الهجوم غير متوقع، كما شكل عنصر اختيار التوقيت المناسب عامل فعال في إنجاح الهجوم، فقد قام الجيش بالهجوم الجيش في يوم عيد الغفران لدى اليهود و كان الاغلبية من الجنود الإسرائيليون يحتفلون بالعيد.

 

و فى الوقت نفسه ، شنت وحدات من سلاح المدفعية بلغت نحو ألف قطعة مدفعية قصفت حصون “بارليف” وحقول الألغام. وكانت المعركة على 3 جبهات، بحرية وجوية وبرية في آن واحد، فقصفت التحصينات بأكثر من 2000 مدفع ، في الوقت الذي حلقت فيه 280 طائرة عسكرية فوق القناة وضربت القوات الإسرائيلية الرئيسية ومراكز القيادة والسيطرة.

 

عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف

وفي الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973، بدأ أكثر من ألفي مدفع ثقيل قصفه لمواقع العدو فى نفس اللحظة التى عبرت فيها سماء القناة 280 طائرة تشكل القوة الجوية المكلفة بالضربة الجوية الأولى التى أصابت مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية بالشلل التام.

 

وفى نفس الوقت كان آلاف المقاتلين بدأوا في النزول إلى مياه القناة واعتلاء القوارب المطاطية والتحرك تحت لهيب النيران نحو الشاطئ الشرقى للقناة، بعد ذلك بدأت عمليات نصب الكباري بواسطة سلاح المهندسين.

 

ونجحت القوات المصرية في السيطرة على الضفة الشرقية لقناة السويس بنقاطها وحصونها‏ في أقل من 6 ساعات، ورفع العلم المصري فوق “خط بارليف”، وتم نصب الجسور فوق القناة بواسطة سلاح المهندسين، وبدأت الفرق المدرعة بعبور القناة إلى سيناء.

 

وقد أسفرت معركة العبور عن مقتل 126 جنديا إسرائيليا وأسر 161 آخرين من أصل 441 عسكريا إسرائيليا كانوا يرابطون في التحصينات، في حين تمثلت الخسائر المصرية باستشهاد 64 مقاتلا وجرح 420 جنديا، وأصيبت 17 دبابة، وتعطيل 26 عربة.

 

كتبت جنة مصطفي 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.