صغار البائعين فى سوق الحبشى بالمنيا بين سندان كبار التجار ومطرقة حمالات الإشغالات

البائعون: نخالف ونخرج للطرق العامة لعدم وجود مكان بالسوق فنقع فريسة لحملات المرافق

منذ سنوات ينتظر أهالى المنيا تنفيذ الوعود التى قطعت بتطوير منطقة الحبشى و سوق الحبشى العشوائى؛ الدكتور عصام البدوى ومن بعده اللواء قاسم حسين محافظى المنيا السابقين، كانا قد رسما خطة تطوير الأسواق العشوائية؛ ومنها سوق الحبشي بمدينة المنيا، حيث تتضمن مشروعات التطوير إنشاء سوق تجارى بارتفاع دور واحد بمنطقة جديدة مجاور للسوق العشوائي من مظلات معدنية فى إطار الحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري للمحافظة والقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، إلا أنه حتى اليوم لم يتم تنفيذ تلك الخطط، الأمر الذى أدى إلى ضجر الأهالى والبائعين المخالفين العشوائيين أنفسهم.

 

 

  • آمال فرج: العشوائية داخل السوق اضطرتنى لفرش خضارى بالشارع وتعرضت للإهانة لتوفير قوت يومى وابنتى العاجزة

 

  • أحد البائعين: “أنا مدرك إنى بعمل شيء غير قانوني.. هما كانوا جابوا لنا مكان وقولنا لا”

 

العشوائية الموجودة فى السوق القديم بالحبشى أحكمت الخناق على البائعين الصغار ليطردوا خارج السوق لعدم تحديد باكيات رسمية لهم واستيلاء كبار التجار على مساحات كبيرة بطريقة غير شرعية، فلم يجد الصغار غير التواجد خارج السوق الأمر الذى من شأنه تعطيل حركة المرور بشارع محمد بدوى وشارع سعد زعلول والقنطرة، والأمر لن يرضى أحدا فصاروا صيدا سهلا لحملات الأجهزة التنفيذية المنوط بها تنفيذ حملات لإزالة إشغالات الطريق ليصبح صغار البائعين بين سندان كبار التجار ومطرقة الجهات التنفيذية.

 

تقول آمال فرج إحدى صغار البائعين بسوق الحبشى التى اضطرتها العشوائية داخل السوق إلى فرش خضارها فى الطريق العام: تعرضت لإهانة وإيذاء خلال حملة إشغالات بالسوق.. فأنا أرملة منذ 17 سنة، وأعول ابنة عاجزة.. وبسبب ما نمر به يوميا تفسد الخضروات، خاصة وأن حركة البيع والشراء أصابها الركود بسبب كورونا.

 

ومن جانبه، يقول السيد عبد الله، أحد البائعين الذين يفترشون الطريق العام فى شارع محمد بدوى: “أنا مدرك إنى بعمل شيء غير قانوني.. أنا عارف إن المكان غلط.. بس مفيش بديل، هما كانوا جابوا لنا مكان وقولنا لا”، مطالبا بتطوير السوق وتحديد باكيات شرعية لفتح مكان لصغار البائعين، مؤكدا أن المطاردة التى يلاقيها يوميا جعلته لا يستطيع توفير الطعام لأسرته.

“الخضار بيقعد عندى لحد ما يفسد بسبب قلة البيع وكمان المرافق مش سيبانه”، بهذه الكلمات بدأت حسنية محمد إحدى البائعات بسوق الحبشى، قائلة:” المكان ده بقعد فيه من 20 سنة وبنام مكانى على العربية.. ابنى توفى وساب لى 3 أولاد بربيهم ومعنديش مصدر دخل تاني ولو سبت الحاجة على العربية هتتسرق والخضار بيقعد عندي لحد ما يفسد.. كل اللى عاوزينه إن السوق يتطور وناخد مكان فيه بدل ما بنتبهدل”.

 

ومن جانبها، تقول عزة حمدان إحدى البائعات المخالفات تفترش بضاعتها فى الطريق العام: ” رئيس مجلس المدينة بعثر لى الخضروات.. والزبائن بتخاف وبتهرب لما بتلاقى المرافق والحكومة بتيجى تمشى الناس إللى بيشتروا مننا.. عاوزين نحس بالأمان”.

 

” يعنى نبيع مخدرات علشان نفتح بيوتنا” بكلمات مخالفة كموقفه المخالف على الطريق العام بدأ محمود فهمى أحد البائعين بسوق الحبشى كلامه، قائلا:” أنا حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية ومش لاقى وظيفة، ولا عندى دخل تانى غير بيع الخضار، ومتزوج ومعى طفلين”.

 

وأضاف فهمى: “الحملات تهيننا أمام الجميع، الأجهزة التنفيذية مش سيبانا فى حالنا”.

 

ومن جانبه، يقول السيد محمد عبد الحميد بائع فى سوق الحبشى :” حملات الإشغالات قضت علينا.. بيرموا الخضار على الأرض.. وبياخدوا العربيات الكارو.. وطالبنا بتوفير مكان آمن لأن ليس لنا أى مصدر رزق غير البيع فى السوق.. أنا مديون بمبلغ البضاعة للتجار وهيكون مصيرى الحبس.. وأولادى هيتشردوا”.

 

وردا على مطالب صغار التجار بسوق الحبشى، صرح المحاسب هشام فايز نائب رئيس مجلس المدينة بأنه يتم دراسة توفير أمكان للمن ليس له مكان فى السوق وانقطع عملهم، خاصة أنه لابد من تطوير العشوائيات، قائلا:” هذه الشوارع طرق عامة، وكان بها العديد من تجار المخدرات.. ولكن نسعى لتوفير أماكن فى أقرب وقت ممكن”.

 

كتبت أسماء عمار – إسراء إسماعيل

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.