صناعة الفخار .. مهنة حافظت على الأصالة رغم قلة الأنامل الذهبية

"منشية الحواصلية" آخر قلاع الإبداع فى محافظة المنيا تطلب دعم الحكومة

“بشّكل الطين وأعمل منه تحف.. كارى وكار جدودى وسيرة وتاريخ ما يقف”.. على مر العصور منذ الأجداد الفراعنة صناعة الفخار تتربع على عرش الإبداع والجمال والأصالة لاسيما وإنها تعتمد فى الأساس على طين هذه الأرض التى نعيش فيها.

  • عوض محمد حسين: نبيع أكثر بسبب قلة الفخارين رغم حداثة العصر.. وأولادى خرجوا من التعليم ليتعلموا صنعة أجدادهم

“الفخار” صناعة يدوية قائمة استطاعت أن تحافظ على بقائها منذ آلاف السنين عمل بها أبناء مصر منذ القدم لبوا بها احتياجاتهم إلى أدوات لطهي الطعام وحفظ المياه قديما.. وفى كل محافظة من محافظات مصر تجد مكانا بمجرد دخولك إليه تعلم أنك فى حضرة الأصالة والجمال والإبداع.. كما هو الحال فى قرية منشية الحوصلية بالمنيا، حيث حافظ قلة من المبدعين على سر الصنعة وتناقلوه من جيل إلي جيل.

صناعة الفخار
صناعة الفخار

“ورثتها عن أبائي وأجدادى” بهذه الكلمات بدأ عوض محمد حسين أحد صانع الفخار قصته مع صناعة الفخار، قائلا:” بدأت فى المهنة منذ ثلاثين عاما وكان عمرى 13 سنة.. تحتاج المهنة إلى إتقان لتحويل الطين إلى أشكال فنية رائعة.. فالعمل نتاج يد العامل ومهارته”.

 

ويحكى عوض أسرار صناعة الفخار ومراحل تجهيز العامل المتقن للصنعة قائلا:” الأفضل أن يبدأ تجهيز العامل من سن 10 سنوات حتى يتم زراعة إحساس استخدام اليد فى تشكيل الطين وفى الطفل منذ الصغر.. ويتم جمع الطين من مصاريف المياه والمجارى المائية لأن مش أى طينة تنفع نشتغل بها.. ثم نقوم بعملية تقليب وتجميد وتسويت الطين بالرجل أو باليد.. وبعد ذلك نستخدم آلة نطلق عليها “الدولاب” لتشغيل الطين.. الدولاب يصنع كل الأشكال (زير – ماجور عجين- قلل – وأوانى الزرع).. ويترك الفخار يجف فى الهواء والشمس وبعد نفاد الكمية يتم إحراقه بطريقة التهوية والتحكم فى الهواء لإعطاء اللون الأحمر ثم تأتى مرحلة أخرى وهى دهان اللون العسلى المحمر الذى يعطيه اللمعان”.

 

ويتابع عوض :” أولادى رفضوا استكمال تعليمهم فى المدرسة ليتعلموا الصنعة.. ومع مرور الزمن تعلموا الصنعة وبدأوا يساعدونى فى إنتاج أكبر عدد ممكن من الفخار لبيعه.. ورغم قلة الفخارين وحداثة العصر والصناعات الحديثة إلا إننا نبيع أكثر من الماضى.. قلة الفخارين أعطتنا مساحة لبيع كمية أكبر”

 

وناشد عوض الحكومة بدعم مهنة صناعة الفخار ورعايتها حتى لا تندثر، مطالبا بأن يدخل العاملون فى مهنةالفخار تحت مظلة التأمينات والمعاشات، قائلا:” يعنى لما الواحد مننا يتعب أو يموت أهله هيعيشوا إزاى من غير دخل”.

 

كتبت فاطمة جمال – دميانة مختار

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.