فرينكي دي يونج الأشقر الذكي حديث الصباح والمساء فى برشلونة

فرينكي دي يونج الأشقر الذكي، اسمه بالكامل فرينكي جون دي يونج، لاعب خط وسط هولندي، ولد 12 مايو عام 1997 بمدينة خوريكوم بهولندا، انحدر من أسرة رياضية خالصة؛ فجده كان لاعب كرة قدم، ووالده أيضا، بل وأمه وشقيقه الأصغر أيضًا، وهذا ما جعله عاشقًا لكرة القدم، ومحبا لممارستها، قال عنه والده أن كشافي اللعبة تباروا للتعاقد مع اللاعب منذ أن كان في عمر السادسة فقط، أخذ الوالد هذا الطفل الصغير لاختبارات نادي (فاينورد) الهولندي، ونادي (فيلم توتيلبورج)، ونجح في كليهما، لكنه فضل اللعب لنادي (فيلم تو).

واستطاع فرينكي دي يونج إثبات نفسه كلاعب خط وسط متكامل، ولعبقريته اللافتة تم تصعيده في جميع مراحل الفريق العمرية، ذاع صيت اللاعب في الحقل الكروي بهولندا، مما جعل الأندية تتصارع للفوز بخدماته، منها (إيدنهوفين) و(أياكس أمستردام) لكنه فضل أياكس.

فرينكي دي يونج مع أياكس أمستردام

انضم دي يونج إلى صفوف نادي أياكس عام 2015 بعقد قيمته مليون يورو لمدة 4 سنوات، لعب مع الفريق الثاني للنادي 46 مباراة، سجل 8 أهداف، وصنع 11 هدفا، وحصل على جائزة أفضل موهبة في دوري الدرجة الثانية قبل الاستقرار في الفريق الأول وقتها، ومن أهم المباريات التي شارك بها هي نهائي الدوري الأوروبي 2017 أمام فريق (مانشستر يونايتد)، ومع بلوغه سن العشرين صارت حصيلة مبارياته مع الفريق 26 مباراة، منها مباريات خاضها كقلب دفاع إلى جوار زميله (دي ليخت)، ومن المباريات التي تألق فيها بشدة كانت المباراة الشهيرة ضد ريال مدريد بنصف نهائي دوري الأبطال، التي استطاع فيها الفريق الهولندي إقصاء الميرنجي بهزيمة ثقيلة، بعد ريمونتادا لا تنسى في البيرنابيو بنتيجة 4-1، بعدما فاز الميرنجي في مباراة الذهاب بنتيجة 2/1؛ ليبلغ مجموع المبارتين 5/3.

دي يونج إلى برشلونة

لفت دي يونج أنظار العديد من الفرق الكبيرة بعد أدائه المبهر في بطولة دوري أبطال أوروبا آنذاك؛ فسعوا جميعا للتعاقد معه، منهم (ليفربول) الإنجليزي، و(بايرن ميونيخ) الألماني، و(برشلونة) الإسباني، لكن الهولندي كان واضحًا بشأن مستقبله، وهو حلم طفولته ومعشوقه النادي الكتالوني، وفي الحقيقة كان الجميع يعرف انتمائه الكروي؛ فقد صرح أكثر من مرة بحبه للبرسا، وكانت له صورة قديمة في مدرجات الكامب نو مع صديقته (ميكي)، كما صرح مرات عديدة بإعجابه بليونيل ميسي واعتباره الأفضل في العالم، انتقل دي يونج إلى برشلونة بمبلغ 75 مليون يورو، وشرط جزائي قيمته مليار يورو.

بداية اللاعب في برشلونة

انتقل فرينكي إلى برشلونة في حقبة زمنية لم تكن بأحسن الأحوال، فقد عانى الفريق من هزائم متتالية ومشاكل إدارية ضخمة لازال يعاني منها إلى الآن، لكن ذلك لم يمنعه من محاولة الظهور والتألق، فكان من اللاعبين الواعدين المبشرين بمستقبل مشرق، لكن كرة القدم لعبة جماعية، لن يقدر لاعب وحيد على حمل المسؤولية مهما بلغت عبقريته، حتى وإن كان هذا اللاعب هو (ليونيل ميسي)، فإذا حاولت أن تحصي عدد اللاعبين الجيدين على يديك بالفريق، ستجدهم أقل من أصابع كفك الواحد، فالوضع في الفريق مثير للشفقة، والهزائم متتابعة، والخروج من السباقات الأوروبية كان مصير الفريق كل عام؛ فلم تكن الحياة وردية في برشلونة كما اعتقد، ومع ذلك استقر داخله الإصرار والرغبة في النجاح، استطاع دي يونج الفوز بأحسن لاعب في الليجا في وجود الأسطورة ميسي، واستطاعا معا تحقيق كأس الملك تحت قيادة مواطنه (رونالد كومان).

دي يونج وتشافي

مع تولى (تشافي) كمدير فني للفريق؛ تحسن أداء الفريق بعض الشيء، وتألق دي يونج كالعادة مع عدد من أقرانه مثل أراخو وبيدري وجافي، وبدأ الفريق في التعافي شيئا فشيئا، ومع حلول الانتقالات الصيفية تعرض دي يونج لحملة شرسة شنها الإعلام الكتالوني؛ بهدف خروجه من برشلونة والتخلص من راتبه، وكان اقتراب انتقاله مانشستر يونايتد هو حديث الساعة في هذا الوقت، ومع تلك الأخبار وغيرها ظل اللاعب هادئًا؛ فلم يتفوه بتصريح يمس الإدارة أو المدرب، بل كل ما صرح به أنه سعيد في النادي، وأنه في أفضل ناد في العالم، وبالفعل تحقق له ما أراد، واستمر في الفريق؛ ليؤدي موسمًا هو الأروع على الإطلاق، واليوم هو أهم لاعب بالفريق الأول، وها قد استطاع تغيير رأي الشارع  وأجبر المدرب على إشراكه بالعقل والفطنة والهدوء.

كتبت آية الله عصام