ذكرى وضع حجر أساس السد العالي .. 9 يناير

نحتفل  اليوم بمرور64 عامًا على وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؛ حجر الأساس للسد العالي يوم 9 يناير 1960. هذا المشروع العظيم يعد أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين، وقد حمى هذا المشروع مصر من الجفاف والفيضانات على مدى عشرات السنوات، ويُمثل قُدرة الشعب المصري على البناء والعمل عندما استطاعت السواعد المصرية بناءً هذا العمل الضخم بكل إصرار وعزيمة.

 

شارك العاملين بهذا المشروع في تحقيق هذه الملحمة التاريخية يُروى لأجيال عديدة قادمة، عندما تمكنوا من ترويض الطبيعة الصخرية في جنوب مصر، ليبنوا السد العالي كعلامة بارزة وخالدة في تاريخ مصر.

 

الجدير بالذكر أن قرار بناء السد العالي؛ اتخذ في عام 1953 بتشكيل لجنة لوضع تصميم للمشروع، وتم وضع تصميم السد العالي في عام 1954 تحت إشراف المهندس موسى عرفة، والدكتور حسن زكي، بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة.

 

ولجأت مصر آنذاك لتأميم قناة السويس في عام 1956، لتوفير الموارد المالية اللازمة لبناء السد العالي، ليتم توقيع اتفاقية بناء السد العالى في عام 1958، ووضع حجر الأساس في عام 1960.

 

وفى صبيحة 9 يناير عام 1960م أرسى الرئيس جمال عبد الناصر الحجر الاساسى لمشروع السد العالى ببدء العمل فيه، آلاف من البشر لم تنم ليلة التدشين؛ للاحتفال العظيم، مئات المهندسين والعمال باتوا يحفرون 6 فتحات عميقة تشبه الأنفاق فى الجبل القريب من منطقة جبلية اسمها “خور كوندى” ويملؤونها بحوالى تسعة أطنان من الديناميت قبل تفجيرها للجبل العملاق، بخلاف  الكثيرين الذين يعملون فى ساحة موقع الاحتفال وترتيب الأماكن المخصصة لمختلف الوفود الأجنبية بالسرادق الكبير الذى أُقيم  بالمنطقة، وكذلك أماكن الهيئات الشعبية التى تمثل جميع محافظات مصر .

 

وعجت الشوارع الممتدة من مدينة أسوان إلى مكان الاحتفال والتى يزيد طولها عن ثمانية كيلو مترات طوال الليل بعشرات الألوف من الناس الذين رفعوا الأعلام ورددوا الهتافات .

 

وقبل التفجير قام الرئيس جمال عبد الناصر بوضع صندوق خشبي فى حجر  الأساس، احتوى على مصحف شريف للبركة، ولائحة هيئة بناء السد، والصحف العربية الصادرة فى نفس اليوم، إلى جانب عملات مصرية كانت فى جيب عبد الناصر، عبارة عن 39 جنيها و34 قرشا، وعملة مغربية وسورية وضعها جلالة الملك محمد الخامس ملك المغرب والرئيس السورى السابق شكرى القوتلى اللذان شاركا فى الاحتفال.

 

وعند الظهر ضغط الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على زر أحمر وفى الحال تفجرت شحنات الديناميت فى الجبل القريب الذى قذف كميات هائلة من صخوره الصلبة قُدرت باكثر من 20 ألف طن، فتتها الانفجار الذى اهتزت له جبال النوبة بأكملها؛ نتيجة دويه الشديد، وأحدث سحابة دخان كبيرة إيذانا بافتتاح العمل فى السد، وبدأت الحفارات والبولدوزرات واللوريات الضخمة التى وردت من الاتحاد السوفيتى فى نقل حطام الجبل المنسوف الذى سيصبح فيما بعد القناة الأمامية التى سيحول اليها ماء النيل بعد قفل النهر بالسد العالى.

 

كتبت : ايمان حاكمهم

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.