فتاة العياط .. قصة الدفاع عن الشرف بالدم.. من قَتل لحفظ عرضه فهو برىء

رحلة إلى حديقة الحيوان بالجيزة كادت تسلب من أميرة فتاة العياط أغلى شيئين تملكهما؛ شرفها تارة وحياتها تارة أخرى.

 

أميره فتاة فى مقتبل العمر بالكاد تبلغ الـ 16 عاماً، ذهبت للقاء أحد شباب قريتها ويدعى وائل وصديق له يدعى إبراهيم فى حديقة الحيوان كانت قد تعرفت على وائل منذ حوالى سنة تقريباً.. وبعد اللقاء استقلوا سيارة إلى منطقة المنيب وفى الطريق نزل كل من وائل وإبراهيم ليستقلان سيارة أخرى يعرفان سائقها ويدعى الأمير فهد زهران عبد السلام الذى استغل نزول وائل من السيارة غافلاً عن نسيانه هاتفه المحمول.

 

هاتفت أميرة صديقها للاطمئنان عليه فإذا بشخص غريب يرد عليها، ألا وهو الأمير فهد سائق الميكروباص.. فعندما تحدثت إليه أخبرها أنه وجد الهاتف ويريد أن يرده إلى صاحبه.. فاتفقت معه على مقابلته لاستلام الهاتف المحمول منه.. واخبرها  سائق سيارة الميكروباص بأنه عند مركز العياط، وطلب منها التوجه إليه لاستلام الهاتف، فذهبت إليه وليتها لم تذهب!

 

فذهبت فتاة العياط كما تلقب.. برجليها إلى الجحيم.. إلى قلب لا يعرف الرحمة.. إلى ذكر مجرد من الرجولة والنخوة.. وأثناء حديثها فى الهاتف مع سائق السيارة عاد صديقها للسائق مرة أخرى ليأخذ هاتفه فوجد من بعيد المجنى عليه يتحدث بالهاتف.. فلم يكترث لذلك! وذهب إليه واستلم منه الهاتف وذهب.. وفى طريقه رنت عليه أميرة عدة مرات ولكنه لم يجب، بسبب انشغاله بمرض والدته.. فأكملت أميرة طريقها للحصول على الهاتف.. وفى طريقها هاتفها سائق الميكروباص من جوال ابن عمه ووصف لسائق سيارتها الطريق إلى محطة وقود بالعياط لمقابلته هناك..  عندما وصلت خدعها سائق سيارة الميكروباص بأن صاحب الهاتف تواصل معه وأعطاه الهاتف قبيل وصولها.. فصدقته.. وطلبت منه إيصالها إلى أقرب مكان تستقل منه سيارة لتصل إلى بيتها لنفاد نقودها.. فعرض عليها السائق أن يوصلها إلى بيتها بالفيوم، فقبلت الفتاة بكل سذاجة عرضه وركبت معه، غافلة عن نواياه الدنيئه.. وإذا به يغير مساره عن الطريق الرئيسى لطريق الجبل، فتقول أميرة تفاصيل ما حدث: «رحت له فعلًا، وقابلته وكان هو القتيل، وقالى صاحب التليفون لسه مكلمني وطلع من العياط وجه أخده، وعرض عليا يوصلنى للطريق الصحراوى الغربى ووافقت».

 

وأوضحت أميرة أنه أثناء ذهابهما غير الطريق لطريق الجبل راودها عن نفسها ولكنها رفضت فهددها بالسكين، فأوهمته بموافقتها إلى أن وضع السكين جانباً، ونزل من السيارة متوجهاً إليها للنيل منها فاستغلت هى ذلك واستلت السكين وطعنته فى رقبته كمحاولة منها لصده وللدفاع عن شرفها.. لكنه لم يستسلم.. إذ خلع عنه قميصه وربط به رقبته وأكمل محاولة اعتدائه عليها ونزلا من السيارة ودارا حولها وحاصرها.. فلم تجد فتاة العياط بداً من طعنه عدة طعنات فى صدره ورقبته فى محاولة منها لصده ولكنها أدت لمصرعه.. إذ كان عدد الطعنات 13 طعنة بعد إصابتها بحالة هيستيريا.

 

وعندما أيقنت فتاة العياط من نجاتها، فرت مسرعة تبحث عن طريق العودة.. وفى طريقها وجدت عامل مسجد ومجموعة من المزارعين.. روت لهم ما حدث وطلبت منهم الاتصال بوالدها لإبلاغ الشرطة.

 

فذهبت فتاة العياط كما تلقب إلى قسم الشرطة ولكنها أخفت حقيقة ما حدث.. إذ قالت أنه أثناء خروجها من منزلها اعترض طريقها 4 أشخاص واختطفوها إلى منطقة نائية بالجبل وحاولوا الاعتداء عليها وهددوها بالسكين ولكنها اختطف السكين منهم وطعنت أحدهم.. ففر الآخرون هاربين.

 

فانطلقت الشرطة والنيابة العامة إلى مكان الواقعة وعاينت مكان الجريمة إذ تبين أنها منطقة صحراوية نائية بجبل طهطا.

 

 

ولكن بعد التحريات وجدت الشرطة أن كلام المجنى عليها غير متوافق مع ما ورد بالتحريات، وبعد الضغط عليها اعترفت أميرة بما حدث.. واستجوبت الشرطة المزارعين وعامل المسجد وعمال محطة الوقود ونجل عم المجنى عليه وسائق السيارة التى أوصلتها إلى المحطة.

 

 

وبعد الإطلاع على التحريات وفحص كاميرات المراقبة بمحطة الوقود، وجدت النيابة أن كلام الشهود مطابقاً لما كشفت عنه كاميرات المراقبة.. وأمرت بتشريح جثة المجنى عليه الذى أثبت أن سبب الوفاة كان الطعنات البالغة التى تلقاها ووجدوا بأظافره جلدين مختلفين أحدهما للفتاة والآخر لم يعرف مصدره.. ولكن عند سؤال طبيب الطب الشرعى أوضح أن الجلد يبقى فى الظفر لمدة 15 يوماً، وأن المجنى عليه قد يكون تشاجر مع أحد بحكم مهنته (سائق ميكروباص) وأن هذا الجلد نتيجة لشجاره.

 

وبعد التحريات التى طلبتها النيابة من المباحث والتى قام بها رئيس مباحث مركز العياط، أثبتت صحة أقوال فتاة العياط بقتلها المجنى عليه دفاعاً عن النفس.. وبعد إطلاع النيابة على سجلات الخطوط الهاتفية المتعلقة بالواقعة وجدت أنه اتفقت مع أقوال المجنى عليها.

 

 

وأقر النائب العام بأنه لا وجه لإقامة دعوى ضد المجنى عليها فقد كان قتلها للسائق دفاعاً عن النفس.. وأمر بحفظ القضية.. وحذر المجنى عليها من وضع نفسها مواضع الشبهات والمخاطر وإلزام الطريق والسلوك القيم وأهابت بالآباء والأمهات من المحافظة على أبنائهم ورعايتهم وتوعيتهم لشرور البشر ومخاطر الدنيا وتجنبهم لها.

 


كتبت ياسمين فؤاد

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.