في ذكرى وفاة إبراهيم الفقي.. كيف انتهت حياة “فيلسوف السعادة” ؟

رحل عن عالمنا الدكتور إبراهيم الفقي في صباح يوم الجمعة 10 فبراير 2012 حيث عثر علي جثة الدكتور إبراهيم الفقي وشقيقته ومربية الأطفال، عقب اندلاع حريق هائل بالعقار الذي يقيم به، وذكرت التحقيقات أن الحريق نشب في مركز الدكتور إبراهيم الفقي للتنمية البشرية بالطابق الثالث، ثم امتد إلي باقي العقار، مما أدي إلي موته وشقيقته والمربية بسبب الاختناق.

 

وقال إيهاب أحمد عباس محامي الدكتور إبراهيم الفقي، حينها، إنه توجه إلى مسكن الفقى بشارع مكرم عبيد، قبل صلاة الجمعة، بقصد الجلوس معه قليلا، إلا أنه فور وصوله العقار تلاحظ له تصاعد أدخنة من داخله، فأسرع بالدخول وتبين له أن ماس كهربائي تسبب في اندلاع حريق بالعقار.

 

وأضاف محامى الدكتور إبراهيم الفقي، أنه صعد للطابق الثانى فوجد أن النيران أتت على جزء كبير منه، وتصاعدت ألسنة النيران للطابق الثالث، وأثناء ذلك وجد شقيقة الفقى “فوقية”71 سنة، والخادمة الخاصة “نوال” 70 سنة، ملقاتين على الأرض، وتبين له وفاتهما، فأسرع بالصعود للطابق الثالث للبحث عن الدكتور إبراهيم الفقى، فوجده مصابا باختناقات نتيجة الحريق، وحاول إنقاذه.

 

 

وأوضح فى أقواله أمام رجال مباحث قسم أول مدينة نصر، أنه أسرع لجلب المياه من الأسفل لإطفاء النيران وإخراج الدكتور، إلا أنه فور صعوده اكتشف وفاته مختنقا بدخان الحريق، ولم يتمكن من السيطرة على النيران التي أتت على معظم محتويات العقار، وأسرع بالخروج من العقار وأبلغ رجال الحماية المدنية.

يوم وفاته قالت مصادر مقربة من الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية، إنه كان يستعد للسفر خلال أيام، إلى كندا للاطمئنان على ابنته المريضة، إذ كانت زوجته توجهت إلى كندا منذ 3 أسابيع للبقاء بجوار ابنتها المريضة وشقيقتها التوأم، وأضافت المصادر أن الدكتور إبراهيم الفقى، انتقل إلى المكان الذي لقي مصرعه فيه قبل عام من الحادث.

 

 

والمبنى عبارة عن فيلا مكونة من 3 طوابق، فى شارع عبد الله بن طاهر المتفرع من شارع أبو داود الظاهرى، يتضمن الطابق الأول مكاتب إدارية، أما الطابق الثانى فهو عبارة عن قاعتين يلقى فيها الدكتور إبراهيم محاضراته فى مجال التنمية البشرية، أما الطابق الثالث فهو المسكن الذى يعيش فيه الدكتور إبراهيم مع زوجته وأحفاده عندما يأتون لزيارة مصر.

 

وألمحت المصادر إلى أنها لا تثق فى رواية أن وراء الحريق الذى أدى إلى مصرع الدكتور الفقى وشقيقته والخادمة، ماس كهربائى، مشيرة إلى أن هناك خلافات نشبت منذ أيام بين العاملين فى منزل الدكتور الفقى، مما دفعه لطردهم من العمل لديه، وأنهم توعدوا بالانتقام منه.

 

يما أشار اللواء أحمد الأتربي مدير أعمال الدكتور إبراهيم الفقي، إلى أن النيران لم تأت على الضحايا، موضحا أنهم توفوا نتيجة الدخان الكثيف الذي ملأ العقار، وذلك بسبب كبر سنهم جميعا، ولم يتحملوا الأدخنة وتوفوا إثر اختناقهم بالدخان.

 

ومن اقوال الدكتور إبراهيم الفقى “أتريد السعادة حقا.. لا تبحث عنها بعيداً إنها بداخلك”.. مقولة شهيرة صدرت عن أسطورة التنمية البشرية الدكتور إبراهيم الفقي، الذي حاول على مدار سنوات إسعاد الآخرين ودفعهم للنجاح، ومع كافة خطواته ناحية السعادة انتهت حياته بمشهد حزين مؤلم لكل محبيه وتلاميذه.

 

 

مشهد التفاؤل الذي عكسه إبراهيم الفقي بمحاضراته طوال حياته تحول الى النقيض تماما عندما التهمت النيران مركزه وشقته، ليفارق الحياة مختنقا بأدخنة الحريق، وهو ما شكك فيه المقربون منه، واتجهوا الى احتمالية اغتياله لتلقيه تهديدات بالقتل قبل وفاته بفترة قليلة.

 

إبراهيم محمد السيد الفقي، هو الإسم الكامل للدكتور إبراهيم الفقي، مواليد محافظة الجيزة سنه 1950، كان من أبطال مصر في لعبه تنس الطاولة، وحصل علي بطولة الجمهورية عدة مرات، ومثل مصر في بطولة العالم لتنس الطاولة التي أقيمت بألمانيا 1969، شغل منصب رئيس قسم في فندق فلسطين بالإسكندرية عام 1974 وتزوج من ابنة عمه آمال الفقي، وأنجب منها ابنتيه نانسي ونرمين.

 

هاجر إلي كندا وعمل في غسيل الأطباق بالفنادق ثم حارس، ثم عمل في حمل الكراسي والطاولات بالفنادق، حتى حصل علي درجه الدكتوراة في التنمية البشرية في كندا، كما درس علم الإدارة والطاقة البشرية وديناميكية التكيف العصبي، ونظرا لدرجاته العلمية قام إبراهيم الفقي بإلقاء محاضرات في عدد من دول العالم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية حضرها حوالي 600 الف من الدارسين والباحثين.

 

كتبت ايمان حاكمهم

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.