الدكتورة وسام منير تكتب: مسلسل تحت الوصاية والدعم النفسى للأرملة

أظهر مسلسل تحت الوصاية جزءا من معاناة كبيرة تتمثل فى فقدان المرأة للزوج الأمر الذى يعد من أسوأ المواقف التى يمكن أن تتعرض لها أى امراة، لأنه ليس فقط مجرد فقد عادى؛ بل إن فقد الزوج هو فقدان الأمان والاستقرار والإحساس بالحياة، وخصوصا إذا ترك الزوج أطفالا، فإن المعاناة النفسيه للزوجة تكون أضعافا مضاعفة، فبعدما كانت تقوم بدور الأم والزوجة أصبحت بفقدان الزوج الأم والأب والراعى وصاحبة المسئولية فى كل شيء.

 

وتتحمل الزوجة التى تفقد زوجها المسؤولية الكاملة فى كل شىء يخص أسرتها؛ فهى مسئولة عن تأمين لقمة العيش وحماية أطفالها ورسم خطط المستقبل لهم بمفردها بعدما أصبحت العنصر الوحيد والمعيل لأطفالها.

 

تحت الوصاية قصة درامية محكمة ناقش بكل مصداقية وواقعية حكاية كل زوجة فقدت زوجها وأصبحت هى المسئولة والمعيلة لأطفالها، ليس فقط ذلك بل أصبحت تحت الوصاية!؟. وصاية جد اولادها، فهى مأساة حقيقة لكل امراة توفى عنها زوجها وتركها بمفردها وتحت وصاية أهل زوجها ليملوا عليها كافة شروطهم فى حياتها الجديدة بدلا من أن يقدموا لها الدعم النفسى والمادى والاجتماعى، فهى فى أمس الحاجة لذلك.

 

هناك خطوات لا بد أن نقدمها لهذه المراة حتى تتجاوز محنتها منها:

 

أولا: تخطى أزمة الحزن وفقدان ما بعد الصدمة

لابد أن تدرك المرأة أن الحزن لن يغير أى شئ فيما حدث لذلك لا بد أن تنهض وتستحضر قواها العقلية والنفسية حتى تخطط بشكل جيد لمستقبلها ومستقبل أبنائها دون تصدع فى بيتها.

 

ثانيا: لم شمل أبنائها بعد وفاة الأب ومعرفة نقاط قوة أطفالها حتى يساعدوها فى إدراة البيت وتحمل جزء ولو بسيط من مسئولية البيت.

 

ثالثا: إدراة شؤونها المالية وفقا لتركة الزوج، وعدم الدخول فى مشاكل مع أهل الزوج فى الميراث والوصاية .

 

رابعا: التواصل مع الجهات والمؤسسات التى يتعامل معها الأبناء مثل المدرسة والنادى وغيرها حتى يساعدوها فى احتواء أطفالها فى هذه المحنة.

 

خامسا: أن تبدأ وتسعى فى تطوير مهارتها ومهارة أبنائها حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم .

 

سادسا: محاولة إيجاد حلول وسط مع أهل زوجها وعدم الدخول معهم فى مشاكل لأن أولاها تحت وصايتهم إذا كانوا تحت السن القانونية وطلب المساعدة منهم فى رعاية أبنائها .

 

سابعا: المشاركة فى البرامج الاقتصادية والاجتماعية التى تقدمها الدولة للمرأة المعيلة وإقامة المشاريع الاقتصادية، إضافة إلى توفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين لمساعدة الأرامل على التعامل مع المشكلات التى يواجهنها.

 

وفى النهاية يجب أن نشيد بدور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى ودور العبادة فى تقديم الدعم اللازم لتحقيق مطالب المرأة العادلة والمتمثلة في رفع الظلم المجتمعى عنها وحمايتها وتمكينها من مواجهة الحياة بعزيمة وقوة تحت مظلة الحماية القانونية لحقوقها كاملة وغير مجتزأة للتخفيف من الضغوط النفسية والاجتماعية التى تعيشها كالعزوف عن الزواج والتفرغ لتربية وتعليم الأبناء وعدم المشاركة بالمناسبات الاجتماعية تجنبا للنظرة المجتمعية لها، إضافة إلى الفقر والعوز والظلم والعنف وحرمانها من حقوقها الشرعية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.